أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : دروس عظيمة من يوم أحد ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : دروس عظيمة من يوم أحد ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 16 شوال 1442هـ ، الموافق 28 مايو 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 28 مايو 2021م بصيغة word بعنوان : دروس عظيمة من يوم أحد ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 28 مايو 2021م بصيغة pdf بعنوان : دروس عظيمة من يوم أحد ، للدكتور محمد حرز.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 28 مايو 2021م بعنوان : دروس عظيمة من يوم أحد  ، للدكتور محمد حرز:

 

أولاً: أهمية طاعة القائد .

ثانيًا: الصلابة والثبات في مواجهة الشائعات.

ثالثًا : مواقف تكتب بماء العيون.

رابعًا : ومن أعظم الدروس والعبر في يوم أحد

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 28 مايو 2021م  بعنوان : دروس عظيمة من يوم أحد  : كما يلي:

 

خطبة الجمعة القادمة بعنوان: دروس عظيمة من يوم أحد  د. محمد حرز ، بتاريخ: 16شوال 1442هــ – 28مايو 2021م

الحمد لله القائل في محكم التنزيل:  ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾( آل عمران: 173-174)، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ (أُحد جبل يحبنا ونحبه) رواه البخاري، بل روي- أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ صعِدَ أُحدًا وأبو بَكْرٍ وعمرُ وعثمانُ فرجفَ بِهِم فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِىٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ ” رواه البخاري، فاللهم صل وسلم وزد وبارك على المختار وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا .

 أما بعد: فاتقوا الله عباد الله{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }(سورة  أل عمران :102)  ثم أما بعد:  (دروس عظيمة من يوم أحد) عنوان وزارتنا وعنوان خطبتنا .

عناصر اللقاء:

أولاً: أهمية طاعة القائد .

ثانيًا: الصلابة والثبات في مواجهة الشائعات.

ثالثًا : مواقف تكتب بماء العيون.

رابعًا : ومن أعظم الدروس والعبر في يوم أحد

بداية ما أحوجنا إلى أن يكون حديثنا  عن غزوة أحد دروس وعبر, وخاصة وأن في شوال للسنة الثالثة من الهجرة كانت غزوة أحد ,وغزوة أحد معركة فياضة بالعبر والعظات، أحداثها صفحات ناصعة، يتوارثها الأجيال بعد الأجيال، أنزل الله فيها ستين آية في كتابه المبين تتلى إلى يوم الدين، كان لها أثرٌ عميق في نفس النبي صلى الله عليه وسلم ظل يذكره حتى قبيل وفاته عليه  الصلاة السلام.

أيها السادة:  بداية سيرة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن تكون ماضيا أبدًا أو لمجرد القصة أو التسلية أو كان ياما كان  في سالف الأيام على عهد النبي المختار , وكأننا لسنا مطالبين بأن نعيش هذه السيرة وأن نحولها في حياتنا إلى منهج حياة ,وإلى واقع يتحرك في دنيا الناس , وإلى شعلة توقد شموس الحياة  ودماءً تتدفق في عروق الأجيال والمستقبل, فلا حاضر لأمة تجهل ماضيها ,ولا مستقبل لأمة تنسى فضائلها لذا حاول الأعداء بكل السبل أن يحولوا بين الأمة وماضيها المشرق المجيد ,حتى لا تستمد الأمة من هذا الماضي نورًا يضيء لها الطريق لتعود الأمة من جديد  إلى كرامتها وعزتها ومكانتها . وغزوة أحد مليئة بالأحداث والمواقف والبر والعظات منها

أولًا: أهمية طاعة القائد

أيها السادة : الطاعة دِعَامة من دعائم الحكم في الإسلام ,وقاعدة من قواعد نظامه السياسي، وهي من الأمور الضرورية لتمكين الإمام من القيام بواجبه الملقى على عاتقه، وضرورية لتمكين الدولة من تنفيذ أهدافها وتحقيق أغراضها، ورضي الله عن عمر بن الخطاب حيث قال: (لا إسلام بلا جماعة، ولا جماعة بلا أمير، ولا أمير بلا طاعة) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم) قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )(النساء: 59 ), وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني” والطاعة ياسادة كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم )إنما الطاعة في المعروف( متفق عليه فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق جل شأنه.وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم طاعة للرب العلى ,ومعصية النبي صلى الله عليه وسلم معصية للرب العلى قال تعالى: ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (أل عمران(132   وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى).فطاعة النبي صلى الله عليه وسلم سبب من أسباب الرحمات وسبب من أسباب دخول الجنات وسبب من أسباب الانتصارات لذا لما خالف الرماة أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد انقلبت المعركة رأسًا على عقب وتحول النصر إلى انكسار ومحنة  قال ربنا 🙁 فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .( النور: 24) , فلقد جرت سنة الله في رسله وأتباعهم أن تكون الحرب سجالاً بينهم وبين أعدائهم، ثم تكون لهم العاقبة في النهاية، ولئن انتفش الباطل يومًا وكان له صولات وجولات، إلا أن العاقبة للمتقين، فدولة الباطل ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة، وقد تحدث القرآن الكريم عن محنة أُحُد، مصورًا ما حدث فيها في سورة آل عمران، قال الله تعالى)أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران: 165لذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن جبير قائد الرماة وكانوا خمسين رجلاً:” احموا ظهورنا فلا تبرحوا مكانكم، وإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا غنمنا فلا تشركونا، احموا ظهورنا ” ؟ واندلعت نيران المعركة، واشتد القتال في كل نقطة من نقاط الميدان، وفي هذه الأثناء رمى وَحْشي بن حرب وكان عبدًا حبشيًا مملوكًا لجُبير بن مُطْعِم قال له جبير: إن قتلت حمزة عم محمد فأنت عتيق، فخرج مع الجيش ليس له هدف إلا قتل حمزة فتتبعه حتى رماه بسهم قُتل -رضي الله تعالى عنه- على إثره.وبرغم هذه الخسارة الفادحة بمقتل عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب إلا أن المسلمين ظلوا مسيطرين على الموقف كله، وقاتلوا قتالاً شديدًا لكن لما كان النصر للمسلمين في بداية المعركة قالوا: لِمَ نقف هنا وقد نصر الله ورسوله وتركوا الجبل فجاء خالد بن الوليد الفاتك بالمسلمين يوم أحد ,والفاتك بأعداء الإسلام بقية الأيام وانقلبت المعركة وتحول النصر إلى انكسار ومحنة قال ربنا : ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ﴾ [آل عمران: 152]، ولكن لما عصوا الرسول صلى الله عليه وسلم وانشغلوا بالغنائم سلبهم الله النصر فبسبب معصية واحدة خالف فيها الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم-، وبسب التنازع والاختلاف حول الغنائم، ذهب النصر عن المسلمين بعد أن انعقدت أسبابه، ولاحت بوادره قال ربنا ﴿ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ﴾ [آل عمران: 152]، إنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب ولا صلة إلا الإيمان والعمل الصالح. خالف الرماة أمرًا واحدًا لرسول الله فتغير الحال وتحول النصر إلى انكسار ومحنة فكيف الحال وقد خالفت الأمة أمورًا كثيرة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم؟ فمخالفة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم سبب كل عناء، وطريق كل شقاء.

بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم  حوصر صلى الله عليه وسلم كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ فِي رَأْسِهِ فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْهُ وَيَقُولُ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ }  

فكيف ترجو أمة عصت ربها، وخالفت أمر نبيها، وتفرقت كلمتها فتأخرت عن الأمم؟.

تخالف أمر النبي r وتدعي انك من أحباب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا كذب وافتري

من يدّعي حُبَّ النبي ولم يُفد     من هديهِ فسَفاهةٌ وهُراءُ

الحُب أوّلُ شرطِهِ وفُروضهِ        إنْ كان صِدقًا طاعةٌ ووفاءُ

فبالمعاصي تدور الدوائر، وفاضت أرواح في تلك الغزوة بسبب خطيئة، وخرج آدم من الجنة بسبب معصية،  وطرد إبليس من رحمة الله, وأهلك الله الأمم السابقة، بسبب شؤم الذنوب والمعاصي يا سادة : (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت: 40].

رأيت الذنوب تُميت القلوب *** وقد يُورث الذُل إدمانها                                                                     وترك الذنوب حياة القلوب *** وخيرٌ لنفسك عصيانها   

ثانيًا: الصلابة والثبات في مواجهة الشائعات.                                                                                                                                    

أيها السادة : اعلموا جميعًا أن من أخطر الفتن التي تتعرض لها مِصْرُنا الحبيبة في هذه الأيام فتنة( ترويج الشائعات الهدامة) وليست البناءة، فالشائعات المغرضة التي لا تريد لهذه البلدة أن تستيقظ من نومها العميق ،وأن لا تعافى من مرضها الطويل.

مصر الكنانة ما هانت على أحد *** الله يحرسها عطفا ويرعاها

ندعوك يا رب أن تحمى مرابعها *** فالشمس عين لها والليل نجواها

مَن شاهَدَ الأرْضَ وأَقْطَارَها *** والنَّاسَ أنـواعًا وأجناسًا
ولا رأى مصْـرًا ولا أهلها *** فما رأى الدنيا ولا الناسَ

فالشائعات  خطرها  عظيم وأثرها  بليغ،  فهي أخطر من الأسلحة الفتاكة والمدمرة التي تدمر المجتمعات والأشخاص،  فكم أقلقت  مـن أبرياء، وكم سفكت من دماء، وكم هدمت  من بيوت وكم مزقت من أسر ومجتمعات ………. فكم أفسدت الشائعة  من أعمال الصالحين، وكم أحبطت من أجور العاملين، وكم جلبت من سخط رب العالمين، فالشائعة فاكهة الأرذلين، وسلاح العاجزين ،وداء المذنبين .فكم حطمت الشائعة من عظماء، وكم تسببت الشائعات في جرائم، وكم فككت الشائعة من علاقات وصداقات، وكم هزمت الشائعة من جيوش، وكم أخرت الشائعة سير أقوام . فالثبات والصلابة مطلب شرعي ودرس من دورس غزوة أحد وكيف لا؟ وفي  غزوة أحد  كانت أخطر شائعة وقعت في التاريخ  عندما أشاع الكفار أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل، ووضع الصحابة السلاح وقالوا: علام نقاتل وقد قتل رسول الله؟ وأنزل الله قرآن يتلى إلى يوم الدين (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ   وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا  وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144 ) وثبت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مواجهة الشائعات المغرضة الهدامة فانتبهوا ياسادة .

ثالثًا : مواقف تكتب بماء العيون 

أيها السادة :  غزوة أحد مليئة بالأحداث التي تألم القلب تارة وتفرح القلب تارة !!!مواقف تكتب بماء الذهب بل بماء العيون الذي أغلى من الذهب  وشتان :شتان بين شباب تخرجوا من مدرسة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وبين شباب تخرجوا من الجامعات لا يعلمون شيئًا عن كلام ربهم ولا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم .شتان شتان بين شباب جعلوا همهم الآخرة وبين شباب جعلوا همهم الدنيا ,شتان شتان بين شباب ضحوا بأنفسهم من أجل الله وبين شباب ضحوا بأنفسهم من أجل الشيطان، فالشباب الآن لا غاية لهم ولا هدف عندهم إلا ما رحم الله تراهم يرقصون ويغنون ويسهرون حتى الصباح ولا يعلمون شيئًا عن كلام ربهم ولا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم إلا ما رحم الله جل وعلا  .

انظروا إلى مصعب بن عمير الفتي المدلل في قريش ،مصعب بن النعيم والترف، مصعب الذي يلبس أفخم الحرير   ويضع أرقي  العطور  أصبح سفيرًا للإسلام في المدينة المنورة أتدرون كيف مات؟ يا شباب مات في غزوة أحد ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يكفنه فيه إن غطوا قدماه ظهرت رأسه، وإن غطوا رأسه ظهرت قدماه ،مصعب الفتي المدلل في قريش، مصعب بن النعيم والترف مصعب الذي يلبس أفخم الحرير  ويضع أرقي  العطور  لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقتولا على طريقه، فوقف عليه ودعا له ثم قرأ هذه الآية: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) سورة الأحزاب 23] وهذا فارس آخر من فرسان الإسلام أنس بن النضر رضي الله عنه لم يشهد غزوة بدر فحزن حزنًا شديدًا، فقال: لئن جاءت غزوة ثانية ليرين الله ماذا أفعل ؟ وتدور الأحداث وتأتي غزوة أحد ويسمع بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمر على  قوم من الصحابة وقد وضعوا السلاح فقال أنس: مالي أركم قد وضعتم السلاح ؟فقالوا: قتل رسول الله صلى  الله عليه وسلم فقال: ماذا تصنعون في الحياة بعده؟ قوموا فموتوا على  ما مات عليه رسول الله وانطلق في المعركة ،فقال سعد: إلى أين يا أبا عمير  ؟قال: إني لأشم رائحة الجنة من دون أحد وانطلق في المعركة وقاتل حتى قتل ،ووجدوا في جسده بِضْعةً وثمانين ضربة ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم ولم يعرفه أحد إلا أختُه من بنانه أي أطراف أصابعه وأنزل الله فيه قرآن { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا } [سورة  الأحزاب: 23]  أين نحن من هؤلاء يا سادة وهذا فارس آخر إنه سعد بن الربيع قال المصطفي صلى  الله عليه وسلم لزيد بن ثابت:” ابحث يا زيد عن سعد بن الربيع بن الأحياء أم بين الأموات ؟فإن رأيتَه حيًا فبلغه مني السلام، وقل له رسول الله يقرئك السلام ويقول لك كيف حالك ؟فانطلق زيد في أرض المعركة  فوجد سعد بن الربيع في الرمق الأخير فقال يا سعد رسول الله صلى  الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقال لك كيف حالك؟ انتبهوا يا شباب، قال سعد: بلغ  رسول الله صلى  الله عليه وسلم مني السلام، وبلغ قومي مني السلام وقل لهم: لا عذر لكم عند الله إن أصيب رسول الله صلى  الله عليه وسلم بأذى وفيكم عين تطرف الله أكبر !! الرجل في الرمق الأخير ولا يفكر في نفسه، ولا في أولاده ولا في زوجته ولا في أرضه ،ولكن يفكر في رسول الله صلى  الله عليه وسلم.

بل انظروا يا شباب إلى أولاد عمرو بن الجَمُوح الأعرج الأربعة، يوم أحد  يقولون لأبيهم: يا أبانا إن الله قد عذرك ونحن نكفيك , فيبكي الرجل ويذهب عمرو إلى رسول الله يا رسول الله  أبنائي يمنعوني من الجهاد فقال النبي المختار صلى الله عليه وسلم:” يا عمرو أن الله قد عذرك ليس على  الأعرج حرج فقال عمرو: يا رسول الله أريد أن أطأ الجنة بعرجتي فالتف  النبي إلى  أولاده  قائلاً لهم  دعوه لعل الله يرزقه الشهادة وينطلق عمرو في المعركة وسط أولاده ليموت شهيدًا ليدخل الجنة بعرجته . الله أكبر !!! وهذا حنظلة بن أبي عامر -رضي الله عنه– “غسيل الملائكة قال عنه رسول الله : “إني رأيت الملائكة تغسله بين السماء والأرض بماء المزن، في صحاف الفضة” فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فاسألوا أهله ما شأنه؟” فسألوا صاحبته عنه، فقالت: خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فلذلك غسلته الملائكة “.ولكن شتان :شتان بين شباب رباهم المصطفي صلى  الله عليه وسلم وكفي، وبين شباب رباهم الممثلون والممثلات والمغنيون والمغنيات،  شتان: شتان بين شباب تخرجوا من مدرسة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ،وبين شباب تخرجوا من الجامعات لا يعلمون شيئا عن كلام ربهم ولا سنة نبيهم صلى  الله عليه وسلم  ولا حول ولا قوة إلا بالله.                  أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية

الحمد لله ولا حمد إلا له وبسم الله ولا يستعان إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  ……………………  وبعد                                                                    أيها السادة : رابعًا وأخيرًا: ومن أعظم الدروس والعبر في يوم أحد :حب العقيدة والتمسك بها  فالعقيدة أغلى ما نملك درس من أهم الدروس المعتبرة في غزوة أحد وذلك لما جاء أبو سفيان وهو قائد للمشركين قبل إسلامه ووقف أمام الجبل وقد أصيب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه  فقال أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَنَهَاهُمُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قالَ: أَفِي القَوْمِ ابنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قالَ: أَفِي القَوْمِ ابنُ الخَطَّابِ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إلى أَصْحَابِهِ فَقالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فقَدْ قُتِلُوا، فَما مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقالَ: كَذَبْتَ واللَّهِ يا عَدُوَّ اللَّهِ؛ إنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وقدْ بَقِيَ لكَ ما يَسُوؤُكَ، قالَ: يَوْمٌ بيَومِ بَدْرٍ، والحَرْبُ سِجَالٌ،  ثم قال أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ، قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَلَا تُجِيبُوا له؟ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما نَقُولُ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُ أَعْلَى وأَجَلُّ، قالَ: إنَّ لَنَا العُزَّى ولَا عُزَّى لَكُمْ. فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَلَا تُجِيبُوا له؟ قالَ: قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما نَقُولُ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُ مَوْلَانَا، ولَا مَوْلَى لَكُمْ. لم ينفعل النبي صلى الله وسلم لنفسه ولم يغضب لنفسه قط لكن لما تعلق الأمر بالعقيدة قال ألا تجيبوه فالعقيدة أغلى ما نملك ياسادة .

أيها السادة :واختم كلامي من أعظم الدروس من غزوة أحد المباركة  :  التوكل على الله فمن توكل على  الله كفاه ،ومن سأله أعطاه، ومن فوض إليه الأمر هداه  ومن صفا مع الله صفاه .. و من أوى إلى الله أواه .. و من باع نفسهُ إلى الله اشتراه ، و جعل ثمنهُ جنّـتهُ و رضاه. قال الله )الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)[آلعمران:173-174)  

تَوَكَّلْ عَلَى الرَّحْمَنِ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ     . وَلا تَرْغَبَنْ فِي العَجْزِ يَوْمًا عَنِ الطَّلَبْ.

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ لِمَرْيَمٍ. وَهُزِّي إِلَيْكِ      الجِذْعَ يَسَّاقَطِ الرُّطَبْ.

وَلَوْ شَاءَ أَنْ تَجْنِيهِ مِنْ غَيْرِ هَزَّةٍ     له ولكن كل شيء له سبب

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ (النحل: 90)

حفظ الله مصر وجعلها آمنة مطمئنة وأقم الصلاة

          كتب : خطبة الجمعة القادمة العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز                                                                                                                                                                                                   إمام بوزارة الأوقاف  

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »